القرية البائسة

القرية البائسة
سبب القصيدة عن قرية كنا قد سكناها فجرفتها مياه سد الموصل الذي أقامه صدام في الثمانييات 1980
The wretched village

Written and translated by

Mohammad Mahmud Ahmad

خمسون عاما مررنَّ وأنقضين
كان الشجرُ الأخضرُ مورقا في قريتنا
صفصاف ونبع ٌ يزهو في ضفتها
فيلعب الأطفال حتى المساء قرب دجلتها
السنابل والغدران ملأى
تُطحُن الحبوب ُ فيشبعُ الصبيانُ والنملُ
يمرحون بين أزقتها
وجاء القرار موجعا جائرا
فقضى على فرحتها
نبشوها وغمروها وأزالوها
كانت فريدة ً في عصرها
كانت فريدة ً في رونقها
بهائها وهوائها وكل شيء فيها,
جميل يحكي قِصة َماضيِها وحاضرِها
أيقونة من الزمن تعزف في حارتها
في واديها عندما يفيض في الشتاء
نعْبرُه على الأقدام إلى مدرستنا
الحمصُ والعدس وفيرُ في براريها
ماشية ترعى بين روابيها
لكنهم أزالوها
ليحل سد عقيم لا يرويها بل يمحوها
يزيل خارطتها ويشتتُ أهليها
بكًتهم الديارُ وبكاهم الوادي
بكاهُم كلُّ رائح ٍ وغادي
بكتهُم أحلامُهم قبلَ الحصادِ
فعافوا السهل والوادي
تركوا الأحلام َ تغور كما غار السهل والوادي
لم يكن لهم خيار أو قرار
سلاطينٌ جائرة تحكم العباد بلا قرار